الاحبة الكرام
ستكون أول قراءة عن قصيدة نشرت في باب القصائد الوجدانية للشاعر وائل الاسدي
قد يقول البعض ولماذا الاسدي؟ ونقول: لأنه أقترح هذا الباب فلماذا لايكون هو أول من نقرأ قصيدته
وللأمانة هي قراءة فقط .. لا أكثر ... وعذرا مقدما .. لأنني غير معني بالنقد المختص
هذا مع الاخذ بعين الاعتبار ان القارئ هو الشريك الاول في كتابة النص
..................................
دأب شعراء من جيل معين على كتابة القصيدة الشعبية بنفس دافء وهادئ في الوقت ذاته .
لكنهم شحذوا لدينا الذاكرة بالاقتراب المطلق من الاحساس مبتعدين عن التعقيد (وربما هو ما أدعو اليه) في كتابة النص
غير مجردين بل منغمسين في الشغل الوجداني الذي لايمكن له ان يتقاطع مع غيره من التقاسيم وهذا ليس باب حسن
بل هو قصور ، لأن القصيدة الناجحة هي التي تتعدد فيها القراءة والتأويل .
الاسدي أخذني الى فترة مبتعدا بي الى اكثر من ثلاث عقود في الشعر الشعبي فهو منذ مطلع القصيدة:
عيشتني ...
بدنية مليانه ترانيم ومحبه..
وصوت فرحة
ايداعب الباقي اعله عمري الغاب صبحة
لذا وجدتها ساحرة ... نعم .... لغة شفافة ... نعم ...
لكنها!!!! هل تستفزني ؟
هذا السؤال الذي يجب طرحه على الذات أثناء مشروع كتابة أي نص
نعم نجح الاسدي في خوض الشفافية .. غير إنه لم يدع لي فرصة معه للإكتشاف
كان مهيمنا عليّ بكل مافيه ولم استطع التخلص من هذه الهيمنة .
المتنفس الذي يضعه كاتب النص هو فرصة لتلاقح الكاتب مع القارئ مع عدم الوصاية
التي ادعو اليها .. والوصاية هي أن تأخذ بيدي كالاعمى وأن تكون أنت ربان الرحله
غير ان المشرق في هذه القصيدة ثمة صور فيها الكثير من المفارقة مثل :
بجنه مخلوقة اعله ايدك
هذه الجنة التي خلقها الاسدي في كف من يحب والتي يرتل فيها الملائكة تارة ويشرب منها الخمر تارة أخرى
أيضا رسم ديناميكية الحركة والسكون بشكل سريع (للأسف) عن طريق العمر في اشارة للون الشعر
ولو انه استمر في هذه التعاريج لكن من الممكن اخذ القصيدة لمسار آخر.
ايضا اللغة السحرية التي هي أكثر ماتشبه في سيرها الواقعية السحرية والتي كتب في هذا المجال بل من أشهرهم
الروائي اللاتيني (غابريل غارسيا ماركيز) إنها واقعية سحريه كاستخدام الموروث والخرافة والاسطورة
اللغة السحرية التي تنم عن تدفق شامل للاحاسيس في دفعة واحد مثل :
علمتني
الغير من يهوه يخون...وانت من حبيت حبيت بجنون
ورهمت كلبي اعله كلبك...وعلميته يصون حبك
ويترك الدنيه باهلهه...وينفرد ويشيل همك
أخيرا أرى منها قصيدة ناجحة وجميلة ، وأنا أيضا ضد مايسمى بالتصنيف
لذا لن اصنف هذه القصيدة وفق الجيد أو عدمه ، بل إنها لغة وتحمل المعنى والموضوع
والمضمون ....
شكرا لكم لتحملي ,,,, وعذرا لأنني لم أفي وقرائتي بسرعة
مع أمنياتي
موضوع: قراءة في قصيدة عيشتني 
السبت فبراير 16, 2008 7:18 pm
