ربما ياميثاق إننا لن نخجل بعد، خاصة بعدما حل بنا ... بهذا الوطن
فلا أقسم بهذا الوطن، ومن إحتل هذا الوطن، ومن تآمر على هذا الوطن
.............
إعتاد أغلب الشعراء الشعبيين على دقة الصور وإنتقاءها بشكل حساس
وهنالك أسماء كثيرة عملت على الصورة وحدها .. فهل نجح الهلالي في
إختيار الصور! في أمكان على جسد القصيدة كانت غاية في الروعة
ولأنها إختارت نفسها من داخل النسق في المضمون الشعري لتخلق التغاير :
وإذا خايف البير يطلع الاسرار
حته البير راح نذبه بالبير
ولخلق معيار خاص به لكنه لايفتأ أن يأخذ بيدك نحو قصائد ذات إطار
ونفس متشابه إلى حد ما. وهذا في حد ذاته ليس عيبا وإنما العيب
هو تقديم مستوى أدنى ممن قدم في النموذج الأصلي. وقد يحيلنا
هذا إلى مفهوم التناص أو مايسمى ـ بالكتابة على الكتابة ـ غير
إن الهلالي إستطاع أن يخرج ـ جزئيا ـ عن هذا التناص، فقوله
الذي يحلينا مباشرة إلى عالم آخر وفضاء آخر ومناخ آخر هو:
نواعيري انتهن چي مايك بعيد
الخلل بالماي مو صوچ النواعير
أما أسلوبه في إستخدام أكثر من قافية في القصيدة هو في حد ذاته إعتماد
على التنوع والتغيير للغوص في عالم الشعرية وإعطاء الفرصة لها
للتحليق في عالم المطلق الغير متناهي، ولو كان يسعدني أن أرى
محاولات أكثر إنفلاتا من القافية لأن الشعر ليس قافية ووزن مثلما
هو مفهوم ومتعارف عليه.
من ناحية أخرى التدفق الذي يتملك شاعرية الهلالي، هذا التدفق العفوي
الفطري مع الاحتراف للمفردة الشعري جعل من القصيدة ذات وحدة عضوية
وهي قصيدة مدورة أي أي لا تنتهي القصيدة إلا بإنتهاء البيت الأخير لها
والذي يحمل ذات الموضوع للبيت الأول.
كما ونجح الشاعر بعدم ترهل القصيدة وجرها إلى موضوعات لاتمت
بصلة إلى الموضوع الرئيسي وأختار البقاء في دائرة (العتب) والتي تحدث
عنها الكثير من الشعراء قبله ، غير إنه أختلف عنهم بشيء واحد وهو
مطلع القصيدة:
لاتخجل بعد وكت الخجل مات
ولاتحتار أبد ماتسوه لتحير
إذ إنه كان هجوميا أكثر منه بكاءً وشاكياً لكنه لم يستمر بنفسه هذا على النهاية
ففضل أن يجنح إلى السلم وإظهار الفرق بينه والطرف الآخر. فكان موفقا
بأن يعطينا صورة واضحة عن ذاك الطرف ولكن !!!! كانت وفق رؤيته وتصوره
لا وفق ما نريد نحن أو نتصور نحن . وهذا الفخ الذي يقع به أكثر الشعراء
إذ ينبغي ـ وكما قلبنا سلفا عن الاسدي ـ أن يكون المتلقي مشاركا وحاضرا
عند كتابة القصيدة .. لا أعتقد أي منا يكتب لنفسه وإلا لماذا هو في الموقع ؟
هي قراءة فقط ومثلما نذكر في كل مرة .... كانت سريعة ومتواضعة
ولكن حرصا منا على الاستمرار ... وأشكر سلفا كل من يضع القصيدة
لقراءتها فهذا يتيح لي الفرصة لأستكشاف عالم الجمال الإنساني الكامن
في قلوبكم...
الهلالي .... إنك الهلال الذي ابدع ... فتقدم ياصديقي