ميسان
لم اكتب شِعرا مذ غادرتكِ ميسان
ميسانُ يا منبعَ عشقي ولوعتي
ميسانُ يا أولَ فرحتي
ميسانُ يا وطني في غربتي
سلامٌ وألفُ سلام على ذلكَ المرقد البعيد
كم كنتُ أتيكَ بقلبٍ مؤمنٍ سعيد
وفي طقوس الزيارةِ كنتُ اجتهد
فمن أنا اليوم...........
كافرٌ بمعصية ربهِ يتعبد
أم مسلمٌ عن دينه قد ارتد
ما زلتُ انتظرُ في ركن ذلكَ المقهى
ما زلت اذكر كل أزقة القلعة
ما برحتُ يوما أحن للرجعة
فالعمرُ كل العمر كان تلك الأيامُ الأربعة
كنتُ طفلتكِ الوحيدة
كنتُ أفرح وأمرح كنتُ أتدلل
كنتُ كل صباحٍ أستيقظ وأسال
من الأحلى من الأجمل
أنا أم الكحلاء اجمل
ومازلتُ أسال
فيكِ تعلمتُ كيف تحب النساء
عشقا ريفيا فيه وجد وشوق وحناء
قلتها لكَ أولا.........
قلتها بفرحٍ قلتها باستحياء
نعم أحبكَ يا زائر المساء
يومها أعلنتُ عليهِ حُبا لا يعرف ألهدنة
صار عشقهُ مذهبي صار لعباداتي سُنة
كان حُبا معطاء مثلكِ
لا يعرف ألشح ولا المنة
ويكفيني أنني كنت شمسهُ
كنتُ الغالية.....كنتُ جنة
كم خشيتُ أن يأت ذلك الأربعاء
يوم اتركُ غاليتي
بلا موعد آت بلا لقاء
كيف أذهب وخطواتي تسيرُ للوراء
كيف أُودعكِ والكلمات خرساء
كيف أفرح واليومُ عاشوراء
هل أقول وداعا لدروبٍ حَملت خُطانا
سمعت ضحكاتنا.... وطيب همساتنا
باركت براءتنا بل وحتى خطايانا
أأهجر أرض الحبيب وكانت لي العنوانا
لأعود من جديد صنما بعد أن صرتُ أنسانا
علميني يا ميسان كيف أنسى ولا أرجع
أو أن أجرد أنفاسي من حروفه ألأربع
كيف.. كيف وهو لي فجرٌ لكل أحد
ونسمة غروب تحيطني كل يوم أربع
أحببتهُ وهو السياب إذا قال فكيف إذا عشق
ميسان يا جُرحا أحملهُ على كتفي
فيكِ أحببتُ وصلبتُ وما أنا بنبي
كان هو ذاتي وصلاتي وأحلى صفاتي
هو سري ألصغير خبأتهُ بين أضلعي
كان يومي وغدي وبعض انتصاراتي
غريب أنا اليوم فمن يسال
أن ماتَ أو عاش
فلم يعد لحديثنا بقية ولا نقاشا
لو كان في الأرض حب يا ميسان
ما قُتلَ أهل البيتِ عطاشا
ولم أكن لأسحق مثل تلك الفراشة
[justify]